الجمعة، 30 أكتوبر 2015

علاج التوحد .. وكيفية التعايش معه .

العلاج :

الهدف من العلاج هو جعل الأطفال التوحديين قادرين على الاندماج في المدارس الخاصة بهم، وتطوير علاقة هادفة مع أقرانهم وتعزيز إمكانية العيش باستقلالية في الكبر.
ويعتبر التدخل الفردي المكثف (سلوكي، تثقيفي ونفسي) العلاج الأكثر فعالية.
وكلما بدأنا العلاج مبكراً كلما كانت النتيجة مرضية نوعاً ما.
ويتمثل العلاج التثقيقي بإرسال طفل التوحد الى مدارس متفرغة للتعليم الخاص (اضافة الى العلاج السلوكي).
كذلك فإن توفير برنامج لتدريب الأهل على تطبيق العلاج السلوكي في البيت لخلق تناسق بين الأساليب المستعملة في المدرسة والأساليب المستعملة في البيت يساعد على التسريع في اكتساب الطفل المهارات اللغوية والإدراكية والاجتماعية.

التعايش مع التوحد :

قد تكون تربية و انشاء طفل مصاب بالتوحد من أكثر التحديات التي قد تواجه أي عائلة حديثة، و هذه بعض الأفكار التي قد تساعد:
- حاول دائما أن تبحث أن أشخاص متخصصين و خبيرين بالتعامل مع مرضى التوحد، سواء لتعليمه أو الاشراف عليه، و تتوفر في بعض الدول مراكز متخصصة في رعاية الأطفال المصابين بالتوحد و الاشراف على تدريبهم و تعليمهم لاكسابهم بعض المهارات.
- ابحث عن عائلات أخرى لديها طفل مصاب بالتوحد و تعرف عليهم، و تشارك معهم تجاربك و خبراتك
- تعلم المزيد عن التوحد: ستسمع أو حتى تقرأ العديد من الخرافات التعلقة بالمرض، ابحث عن صدر موثوق للمعلومات

تشخيص ذوي التوحد .

التشخيص .
 

ولكي يستطيع الطبيب تشخيص التوحد عند الطفل، تم صياغة معايير من قبل عدة مراجع، وسأكتفي هنا بإيراد ما ورد في DSM-IV-TR لتشابه جميع المعايير في المراجع المختلفة نوعاً ما:
معايير تشخيص التوحد (DSM-IV-TR)
الفئة الأولى: يجب أن تنطبق على الطفل ست فقرات أو أكثر، من البنود 1،2،3، شريطة تطابق فقرتين على الأقل من البند الأول، وفقرة واحدة من كل من البندين الثاني والثالث:
البند الأول:
قصور نوعي في التفاعلات الاجتماعية:
الفقرة الأولى:
قصور ملحوظ في استخدام العديد من السلوكيات غير الكلامية في سبيل تحقيق التفاعل الاجتماعي، مثل الحملقة (نظرة محدقة)، وتعابير الوجه، ووضعية الجسم والإيماء.
الفقرة الثانية: فشل في تطوير علاقة مع مجايليه مناسبة لمستوى النمو.
الفقرة الثالثة:
الافتقار الى السعي التلقائي لمشاركة الآخرين المتعة والاهتمام أو الإنجازات (مثلاً، لا يُري أو يجلب أو حتى يشير الى الشيء الذي يسترعي اهتمامه).
الفقرة الرابعة: الافتقار الى التبادل الاجتماعي والعاطفي.
البند الثاني:
قصور نوعي في التواصل:
الفقرة الأولى:
تأخير أو افتقار كامل في اللغة الملفوظة، ولا يكون مصحوباً بمحاولة لتعويض ذلك من خلال أساليب اتصال بديلة، مثل الإيماء أو تعابير الوجه.
الفقرة الثانية:
قصور ملحوظ في ملكة الكلام وعلى المقدرة في المبادرة بالحديث أو الحفاظ على استمراريته مع الآخرين.
الفقرة الثالثة:
النمطية والتكرارية في استخدام اللغة، أو استخدام لغة خاصة به.
الفقرة الرابعة:
الافتقار الى اللعب المتنوع والتخيلي التلقائي، أو اللعب الاجتماعي المقلد (الزائف) المناسب مع مستوى التطور.
البند الثالث:
أسلوب محدود، نمطي ومتكرر، من السلوكيات والاهتمامات والنشاطات.
الفقرة الأولى:
الانشغال بالقيام بأسلوب أو أساليب من الاهتمامات النمطية المحدودة وغير الطبيعية من حيث الشدة أو التركيز.
الفقرة الثانية:
التمسك بعناد واضح بروتين أو طقوس غير عملية.
الفقرة الثالثة:
حركات نمطية تكرارية، مثل التلويح أو التصفيق أو لوي الأصابع أو القيام بحركات معقدة لجميع أجزاء الجسم.
الفقرة الرابعة:
الانشغال واللهو المستمران بأجزاء وأقسام وقطع الأشياء.
الفئة الثانية:
تأخر، أو تطور وظيفي غير طبيعي، على الأقل في مجال من المجالات التالية:
التفاعل الاجتماعي، واللغة لغرض التواصل الاجتماعي، واللعب التخيلي أو الرمزي (شريطة أن تبدأ قبل سن الثالثة من العمر).
الفئة الثالثة:
الاضطراب لا يُعلل أو يُفسر على نحو أفضل باتجاه تشخيص 'اضطراب رت' أو 'اضطراب الطفولة التفككي'، (أي أن الصورة السريرية، لا تنطبق على الاضطرابين المذكورين).
الصورة السريرية
تظهر معظم حالات التوحد للأهل خلال السنة الثانية أو الثالثة من العمر، وذلك بسبب التأخر في تطور الطفل، وخاصة التأخير في تطور اللغة.
وأود أن ألفت الانتباه الى أن دراسة حديثة أظهرت أن متوسط العمر الذي يتم فيه تشخيص التوحد، هو 37 شهراً (وهذا لا يتم إلا من قبل الطبيب المختص).
غير أن الأطفال الذين يعانون من عوز اللغة يتم تشخيصهم بنحو سنة قبل الأطفال الآخرين، كذلك فإن التصنيفين الرئيسيين DSM-IV-TR و ICD-10 يشددان على وجوب ملاحظة النقص في التطور أو تأخره قبل سن الثالثة من عمر الطفل.
 

الاعراض والعلامات السلوكية للتوحد .


اسباب التوحد

اسباب التوحد .
 
إن أسباب الإصابة بالتوحد غير معروفة. ليس هناك سبب واحد معروف لمرض التوحد، ولكن من المتعارف عليه أن يكون ناتجا عن خلل في بنية الدماغ أو وظيفته.
العوامل الجينية:
أشارت الدراسات إلى زيادة في معدل إصابة أشقاء الطفل التوحدي بالتوحد بمقدار يتراوح بين 49-199 مرة.
أضف الى ذلك أنه في حال عدم إصابة أشقاء الطفل التوحدي بالتوحد، فهم معرضون للإصابة باضطرابات أخرى لها علاقة بتواصل المهارات الاجتماعية. كذلك فقد أظهرت التحاليل الترابطية (الإسهامية) إلى أن مناطق معينة من الكروموسومات 7 و 2 و 4 و 15 و 19 من المرجح أنها تساهم في الأساس الجيني للتوحد.
كذلك فإن نسبة ظهور التوحد لدى التوأمين المتشابهين (وحيدي اللاقحة) أكثر من التوأمين غير المتشابهين (ازدواجيي اللاقحة).
أشارت الدراسات أيضاً الى أن الأطفال المصابين بالتوحد قد يعانون من بعض الاضطرابات الجينية :
- فمثلاً واحد في المائة من الأطفال الذين لديهم توحد يعانون أيضاً من متلازمة الكروموسوم الهش X. Fragile Syndrome
- في حين 2 بالمائة من أطفال التوحد عرضة للإصابة بمرض التصّلب الحَدَبي Tuberous Sclerosis.
- بيلةُ الفينيل كيتون إذا لم يعالج.
العوامل البيولوجية:
تؤكد المعلومة العلمية، التي تُظهر أن نسبة عالية من الأطفال التوحديين تعاني من التخلف العقلي، ونسبة أكثر من المتوقع أن تعاني من الصرع Epilepsy نحو 4 الى 32 في المئة من الأشخاص التوحديين يعانون (أو عانوا في فترة زمنية معينة من حياتهم) من الصرع 'التوتري – الارتجاجي' Tonic – Clonicأو ما يعرف باسم 'الصرع الكبير' Grand mal وقد أظهر تخطيط كهربائية الدماغ EEG العديد من التسجيلات غير الطبيعية عند نحو 11 – 83 في المئة من مرضى التوحد.
و هذا يؤكد على الدور المهم للعامل البيولوجي في إصابة الطفل بالتوحد.
وقد أشارت الدراسات العديدة الى أن نحو ثلثي الأطفال التوحديين (69 في المئة تقريباً) مصابون بالتخلف العقلي.
كذلك فقد يصاحب التوحد حالات مرضية عصبية، وخاصة الحصبة الخلقية Congenital Rubella وبيلة الفنيل كيتون Phenylketonuria والتصلب المعجر.
العوامل المناعية:
أشارت العديد من الأبحاث والدراسات الى أن عدم التوافق المناعي Immunological Incompatibility قد يساهم في حدوث التوحد، حيث تبين أن كريات الدم البيضاء من النوع اللمفاوي Lymphocytes التي تخص الجنين قد تتفاعل مع الأجسام المضادة للأم، والذي بدوره يرفع إمكانية تلف أو خراب النسيج العصبي للجنين.
العوامل حول الولادة:
أشارت دراسة حديثة الى أن التاريخ المرضي للأطفال التوحديين يشير الى أن نسبة اصابة أمهاتهم بالنزيف بعد الثلث الأول من الحمل، إضافة الى وجود عقي (غائط الجنين) في السائل الأمنيوني عالية مقارنة مع باقي الأطفال. كذلك فقد أشارت نفس الدراسة الى أن التاريخ المرضي للتوحديين يشير الى أن نسبة إصابتهم بفقر الدم Anemia ومتلازمة الضائقة التنفسيةRespiratory Distress Syndrome في الشهر الأول بعد الولادة عالية مقارنة مع باقي الأطفال، وأن الأطفال التوحديين يكونون أكثر وزناً لدى الولادة.
العوامل الدماغية:
أشارت عدة دراسات الى أن نسبة ارتفاع الناقل العصبي 'السيروتونين' Serotonin في دم الأطفال التوحديين (الذين لا يعانون أيضاً من التخلف العقلي) مرتفعة بشكل ملحوظ.
كذلك فقد أشارت نفس الدراسة الى تضخم المادتين
الرمادية (السنجابية) والبيضاء في المخ لدى الأطفال التوحديين في سن سنتين (غير أن المخيخ يبقى سليماً). كذلك فقد لوحظ عند الأطفال المذكورين سابقاً كبر محيط الرأس في سن 12 شهراً. وقد يعود ذلك الى تضخم كل من الفص الصدغي Temporal Lobe والقذالي Occipital Lobe والجداري Parietal Lobe، في حين لم يطرأ تغير على الفص الجبهي Frontal Lobe.

ماهو التوحد ؟

التوحد .
 
 
التَّوَحُّد هو اضطراب يُلاحظ على الطفل عادةً منذ الطفولة الباكرة , ويؤثر على نموه وتطوره
وتختلف مظاهر وميزات التوحد اختلافاً كبيراً، وذلك حسب مستوى التطور والعمر الزمني للفرد. مرض التوحد يصيب الصبيان 3- 4 مرات أكثر من الفتيات.
يتميز بتطور غير طبيعي أو قاصر، يظهر قبل سن ثلاث سنوات من العمر، وخلل وظيفي في التفاعل الاجتماعي المتبادل وفي التواصل. وسلوكيات نمطية تكرارية محدودة.
جمعية التوحديين الأمريكية، تعرّف التوحد، بأنه عجز تطوري معقد، يظهر نموذجياً خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر، وهو نتيجة اضطراب عصبي يؤثر في وظيفة الدماغ الطبيعية، وفي مجالات التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل. ويُظهر الأشخاص (الأطفال والبالغون) التوحديون صعوبة في التواصل الكلامي وغير الكلامي وفي التفاعل الاجتماعي وفي اللعب واللهو والنشاط، أثناء ساعات الفراغ. وينتمي التوحد الى مجموعة من خمسة اضطرابات نمائية – عصبية، تتميز بقصور شديد وشامل في عدة مجالات تطورية.